الدوري الإيطالي يتأهب للانطلاق

يتطلع الجميع إلى انطلاق الدوري الإيطالي لكرة القدم في موسمه الجديد (2008/2009)، وسط توقعات بأن تشهد النسخة الجديدة من البطولة صراعاً مثيراً على الفوز باللقب بين إنتر ميلان بطل الدوري للمرة الثالثة على التوالي، وروما صاحب المركز الثاني وبطل الكأس، ويوفنتوس، إضافة إلى ميلان الذي يسعى إلى العودة إلى سكة البطولات بعدما ابتعد تماماً عن منصات التتويج في جميع البطولات التي شارك فيها في الموسم الماضي.

ويطمح نادي إنتر إلى البقاء متربعاً على عرش كرة القدم الإيطالية وأن يصبح أول فريق يحرز لقب الدوري الإيطالي أربع مرات على التوالي منذ تورينو في أربعينيات القرن الماضي.

وفي وقت سعت فيه أندية المقدمة لتدعيم صفوفها داخل المستطيل الأخضر، تمكن إنتر حامل اللقب في الأعوام الثلاثة الأخيرة، من إبرام أبرز صفقة عندما أتى بالمدرب "الشقي" البرتغالي جوزيه مورينيو الذي سيحمل الشعلة بدلاً من روبرتو مانشيني المقال من منصبه.

ويحل إنتر ميلان ضيفاً على سمبدوريا يوم السبت في مباراة صعبة سيحاول فيها مهاجم الأخير الدولي انطونيو كاسانو دك شباك البطل الذي سيطر على المواسم الأخيرة، مع العلم أن بطولة 2005-2006 التي أحرزها أتت بعد إسقاط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية وذلك بسبب فضيحة التلاعب الشهيرة.

ورغم شهرته الواسعة التي اكتسبها مع بورتو البرتغالي وتشلسي الانكليزي، إلا أن "المدرب الاستثنائي" مطالب بالألقاب ليس المحلية فقط إنما الأوروبية والتي يبحث عنها ألـ"نيراتزوري" منذ عقود طويلة.

صفقات مؤثرة
ودعم مورينيو صفوف الإنتر بعدد من الصفقات المؤثرة، فقد نجح في ضم الغاني سالي مونتاري من بورتسموث الإنكليزي والبرازيلي اليساندرو مانسيني من روما، كما انتهت إعارة البرازيلي أدريانو، ويحاول النادي منذ فترة استقدام البرتغالي الموهوب ريكاردو كواريسما من بورتو.

وربما تكون استعانة رئيس النادي ماسيمو موراتي بمورينيو نظراً لخبرة الأخير في دوري الأبطال وإحرازه اللقب مع بورتو البرتغالي عام 2004، وهو كان واضحاً في أول تصريح له: "أريد الفوز في جميع المسابقات، هذا هو التحدي الذي سأعمل لأجله".

ويعتمد الانتر على مهاجمه السويدي زلاتان ايبراهيموفيتش، والأرجنتينيين خافيير زانيتي وإيستيبان كامبياسو والفرنسي باتريك فييرا، إلى جانب اكتشاف الموسم الماضي المهاجم الشاب الغاني الأصل ماريو بالوتيللي (18 عاماً).

وكان رأي ايبراهيموفيتش ملفتاً في مدربه الجديد حيث قال: "إنه المدرب الأكثر كمالاً الذي لعبت تحت إشرافه، إنه شديد الدقة في جميع التفاصيل، من السهل أن تلاحظ الفارق بينه وبين باقي المدربين، الآن الروح الجديدة موجودة والفريق يملك ثقة كبيرة بنفسه".
وتمكن الإنتر من إحراز اللقب الافتتاحي هذا الموسم عندما فاز في الكأس السوبر على حساب روما 6-5 في ركلات الترجيح بعد تعادلهما 2-2.

ميلان يستعد بقوة
وتتجه الأنظار إلى ميلان الذي دعم صفوفه بالبرازيلي رونالدينيو من برشلونة الإسباني والأوكراني أندريه شيفتشنكو العائد من تشلسي الإنكليزي بعد موسمين مخيبين أمضاهما في العاصمة لندن.

ورغم المسيرة الناجحة التي يجرها كل من رونالدينيو وشيفتشنكو خلفه، إلا أن الثنائي عانى كثيراً فتحول البرازيلي من معجزة كروية إلى لاعب احتياطي منبوذ في صفوف برشلونة وشبح لنجم البرازيل السابق، في حين أصبح الهداف الأوكراني لاعباً عادياً أمام المرمى وغير مهاب من مدافعي الفرق الأوروبية.

ولن يشارك ميلان بطل أوروبا 7 مرات في مسابقة دوري الأبطال بعدما تراجع إلى المركز الخامس الموسم الماضي في ترتيب الدوري، بعد انطلاقة بطيئة لم يحرز فيها أي فوز في مبارياته السبع الأولى.

وضم ال"روسونيري" الظهير الدولي جانلوكا زامبروتا من برشلونة أيضاً، وتمكن من اقتناص الفرنسي ماتيو فلاميني من آرسنال الإنكليزي ليلعب الأخير دوراً رئيساً في وسط الملعب إلى جانب أندريا بيرلو والهولندي كلارنس سيدورف.

ويبدو مركز الحراسة الأضعف في تشكيلة ميلان رغم عودة المخضرم كريستيان أبياتي بعد تنقله بين أندية يوفنتوس تورينو وأتلتيكو مدريد الإسباني، ويتوقع أن يكون الحارس الرقم واحد أمام الاسترالي زيليكو كالاتش والبرازيلي ديدا.

ونظراً لارتفاع معدل الأعمار في خط دفاعه وللإصابات التي لحقت باليساندرو نيستا الجورجي كاخا كالادزي، قام المدرب كارلو انشيلوتي بضربة معلم عندما حصل على خدمات قلب الدفاع السويسري فيليب سنديروس (23 عاماً) بالإعارة من آرسنال لمدة عام.

وسيكون الاعتماد مرة جديدة على صانع الألعاب البرازيلي كاكا، إلى جانب مواطنه الوجه الشاب باتو في خط الهجوم الذي استعاد ماركو بورييللو.

ويحوم الشك حول مشاركة كاكا في المباراة الافتتاحية لميلان أمام بولونيا الصاعد يوم الأحد على ملعب "سان سيرو" لعدم شفائه تماماً من إصابة في ركبته.

بداية صعبة ليوفنتوس
ويحل يوفنتوس ضيفاً على فيورنتينا القوي في ختام المرحلة يوم الأحد في واحدة من اقوى مباريات المرحلة.

ونجح يوفنتوس الذي يشرف عليه المدرب المخضرم كلاوديو رانييري في جذب البرازيلي اماوري من باليرمو ولاعب الوسط الدانماركي كريستيان بولسن من إشبيليه الإسباني، ليقوي حظوظه على جبهتي الدوري ودوري أبطال أوروبا.

وبرز الفريقان هذا الأسبوع وتمكنا من التأهل إلى دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا حيث وقع فيورنتينا في المجموعة السادسة إلى جانب ليون الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني وشتيوا بوخارست الروماني، في حين وقع يوفنتوس في المجموعة الثامنة إلى جانب ريال مدريد الإسباني وزينيت الروسي وباتي بوريسوف البيلاروسي.

ويعتمد فريق "السيدة العجوز" على حارسه العملاق الدولي جانلويجي بوفون وصانع ألعابه الهداف المخضرم اليساندرو دل بييرو والمهاجم المستبعد عن منتخب فرنسا دافيد تريزيغيه، والتشيكي بافل ندفيد.

آمال روما تتعلق بتوتي
ورغم رحيل البرازيلي مانسيني يبقى روما الوصيف المعادلة الصعبة في ال"سيري أ"، لكن يجب انتظار عودة ملهمه فرانشيسكو توتي إلى مستواه الرائع بعد الإصابة القوية التي تعرض لها الموسم الماضي، ويخوض فريق العاصمة أولى امتحاناته عندما يستضيف نابولي بعد غد الأحد.

ولطالما عانى ال"جالو روسي" من ضعف احتياطييه، لكن قدوم المهاجم البرازلي جوليو بابتيستا من ريال مدريد الإسباني والمهاجم الفرنسي الشاب جيريمي مينيز (21 عاماً) من موناكو الفرنسي لا شك أنه سيشكل إضافة نوعية لفريق المدرب لوتشانو سباليتي.

بقية المواجهات
وفي باقي المباريات يلعب أودينيزي مع باليرمو يوم السبت، وأتالانتا برغامو مع سيينا وكالياري مع لاتسيو روما، وكاتانيا مع جنوى وكييفو فيرونا مع ريجينا وتورينو مع ليتشي.